تأتي أهمية سيرة بديعة مصابني المولودة عام 1892 في دمشق لأم سورية وأب لبناني، من أحداث حياتها المليئة بالمغامرات، كما تتقاطع مع أحداث سياسية وفنية كبرى مرّت بها المنطقة العربية، فقد شهدت الحرب العالمية الأولى، ثم سقوط الدولة العثمانية وحلول الانتدابين البريطاني والفرنسي، وتقسيمات «سايكس بيكو». كما عاشت الحرب العالمية الثانية، والاستقلالات العربية، وسقوط الملكية في مصر. وخلال كل هذه السنوات، كانت تتنقل من بلد إلى آخر، وتعاني وتجاهد من أجل أن تجد أماناً، ومن طفولة مغتصبة حتى هروب من دمشق إلى لبنان، ثم الذهاب إلى مصر و الزواج من الفنان نجيب الريحاني ونجاحهما الفني، حتى كازينو بديعة الشهير إلا أن انتهت بها الرحلة للعودة إلى شتورة وبيع الألبان والأجبان لمدة ٢٤ عام عانت فيهم الوحدة والعزلة حتى رحلت عام ١٩٧٤.