إنه أيلول

ذات يوم، قال لي أحدهم: «أشعر أنّ قلمكِ يعمل عندما تفكرين بالقفز من شرفة منزلك»، ولم يبالغ أبدًا.
كلٌ يسعى إلى ترجمة ما يراه ويشعر به، أنتَ تسعى إلى ذلك بالبحث بين طيّات الكتب عن شيءٍ يُشبهك، وأنا بالكتابة عن أشياء تُشبهنا جميعًا.
بين يديك أحداث تعرفُها جيدًا، وتعرف كيف تُكبَّل بالصمتِ عنها، كيف يُصبح كِتمانها سيد الموقف، وتذكُر كم مرَّة أدَرتَ ظهرك إليها.
الجريمة تبدأ عندما يُخطئ الإنسان في حقِ نفسه أولًا ثم يتطرَّق إلى مَن حَوله، وأنا أُؤكِّد لك أنكَ أخطأتَ في حق نفسك كثيرًا؛ في المرة التي تغاضيتَ فيها عن إساءة، وفي اليوم الذي أغمضتَ فيه عينك عن ظُلم، وفي تلك اللحظة التي آلَمتْك ورفضتَ الحديث عنها، كل هذا قد تَنساه اليوم لكنه سيستيقظ داخلك مِن جديد ويُحيِي اضطرابًا ظنَنتَهُ لم يكن، بعدها تصبح مُجرمًا حقيقيًا.
حسنًا، وربما أنتَ -بالفعل- هذا المُجرم الآن ولا تعلم.

الكاتب نورهان سعيد

دار نشر الرسم بالكلمات

إيداع: 2021\15277
دولي: 978-977-6803-59-6